صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على كتاب “ديلسبس.. الأسطورة الكاذبة” للكاتب والمؤرخ محمد الشافعى.
يأتى الكتاب باعتباره أحدث مؤلفات المؤرخ محمد الشافعى ضمن مشروع تأريخى وثائقى يستند إلى الوثائق والمستندات قطعية الثبوت ليصبح التاريخ ساحة للحقائق قدر الممكن. ويكشف المؤلف حقيقة ديلسبس الذى يدعو البعض إلى تكريمه وإقامة تمثال له فى مدخل قناة السويس بمدينة بورسعيد الباسلة، مع أنه كان قد أُدِين فى بلده فرنسا بتهم الرشوة والنصب والاحتيال، وقضت عليه محاكم باريس بالسجن، وقررت الدولة الفرنسية منع تكريمه نهائياً؛ لأنه مدان فى قضايا تمس الشرف.
ويؤكد المؤلف أن كل الوثائق والمستندات فى مصر تشير إلى أن المذكور لص وخائن وجلاد، وقد سرق مشروع القناة من “نيجريللى” و”أنفانثان” وخدع الوالى سعيد بن محمد علي، وحصل منه على امتيازات تنسف حقوق مصر، كما خدع الخديوى إسماعيل وأغرقه فى مستنقع الديون، وصمم على استعمال السخرة والقهر مع العمال المصريين.
ويقع الكتاب فى 27 فصلاً بالإضافة إلى المقدمة وقائمة المراجع والمصادر، ويهدف إلى مواجهة علمية بالأدلة الثابتة لمحاولات تزوير التاريخ الذى هو ليس مجرد “حواديت” نتسلى بها قبل النوم، وتزييفه دون شكمثل احتلال الأرض، فالتاريخ جذور الماضى التى تربطنا بالأحداث والحوادث والأسلاف لتصنع جزءًا من هويتنا وتجعلنا خلايا حية نابضة فى نسيج واحد يمتد عبر آلاف السنين، كما يمثل التاريخ أعمدة الحاضر التى تدفعنا إلى التجديد والتجويد لنبنى ونعمر ونضيف منجزنا الخاص بنا.
وبالوثائق يثبت المؤلف ان ديلسبس لم تكن له أية علاقة بمشروع القناة لا فكرةً ولا تصميما، بل إنه سطا عليه عند اكتماله فهو لص من لصوص الأفكار، ويفرد المؤلف فصلاً خاصاً بعنوان “النصاب: بجاحة اللص ونكران الجميل” كما ينسب إلى الخديوى إسماعيل فى فصلٍ آخر التبذير والخنوع، وفى فصل بعنوان “العار” يضع قائمة بالقروض التى تحملتها الخزانة بسببه.
ويكشف لنا المؤلف نهاية “ديلسبس” الفاشل دائماً وفق وجهة نظره، حيث تمت محاكمته فى قضية “قناة بنما” بتهم كبيرة تمس الشرف، وصدر ضده هو ونجله حكم بالسجن لمدة خمس سنوات، ولم ينفذ الحكم نظرًا لكبر سنه وإصابته بالشلل، وفى الكتاب وثائق حفر القناة، وبعض بنود اتفاقية 30 يناير لعام 1866.
مصدر الخبر