صدر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون، كتاب “رحلة ابن فضلان والتواصل الحضارى والثقافي”، للدكتورة خولة شخاترة، والذى يدور تفاصيل الرحلة التى قام بها الجغرافى والسياسى العربى أحمد بن فضلان، خلال القرن الرابع الهجري، إلى بلاد الترك والروس والصقالبة بتكليف من الخليفة العباسى المقتدر بالله.
كما تناولت المؤلفة خلال الكتاب الأسباب التى دعتها للكتابة عن رسالة ابن فضلان، ثم مفهوم الرحلة على إطلاقها: أغراضها ودوافعها وأهدافها التى كانت تتجاوز الترحال أحيانًا لتكون وسيلة من وسائل إشباع الفضول المعرفي، والاكتشاف، والتعرف إلى الآخر.
ثم انتقلت فى الفصل الأول إلى تحليل الجانب السفارى فى رحلة ابن فضلان، وناقشت هذه الرحلة بوصفها أهم الرحلات فى التراث العربي، لما فيها من تسجيل للتاريخ السياسى والاجتماعى فى زمنها. وتناولت فى الفصل الثانى مُشاهدات ابن فضلان فى بلاد الترك والروس والصقالبة والخزر، فدرست ملامح النظام الاجتماعي، من مثل: النظافة، وآداب الموائد، والزواج، وحضور المرأة والاختلاط، وطقوس المرض ودفن الموتى، إضافة إلى خصائص النظام السياسي، وتقاليد هذه الأمم فى الحكم وأنظمتها المتعددة، جاعلة من هذه المشاهدة بوابة لفهم الآخر فى مرآة الأنا.
وتناولت المؤلفة فى الفصل الأخير رسالة ابن فضلان بوصفها نصًّا أدبيًّا له خطابه الخاصّ به، فهى ليست كتابًا جغرافيًّا خالصًا، ولا كتابًا له طابع معرفي، وانحازت إلى هذا التصنيف الأدبى فبنت دراستها عليه.
الدكتورة خولة شخاترة حاصلة على شهادة الدكتوراه فى الأدب والنقد من جامعة اليرموك فى الأردن فى عام 2000، وهى أول طالبة تحصل على درجة الدكتوراه من هذه الجامعة، وعملت أستاذًا مساعدًا وأستاذًا مشاركًا فى جامعة جدارا، ثم رئيسًا لقسم اللغة العربية فيها بين العامين 2014 و2016. ولها عدد كبير من البحوث المحكّمة إضافة إلى ثلاثة كتب صادرة هي: «بنية النص الحكائى فى كتاب الحيوان للجاحظ» (2005)، «الخبر عند المحسِّن التنوخى بين القص والتأريخ» (2004)، «معجم الكُتّاب من العصر الجاهلى إلى نهاية العصر المملوكي» (2009).