للحد من انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، فإن أحد الأسئلة الأكثر أهمية هو: إلى متى ستستمر الاستجابة المناعية لكوفيد 19 ومدى قوتها.أظهر الباحثون في المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH)، أن الأشخاص الذين تعافوا من كورونا قد يطورون مناعة مكتسبة بشكل طبيعي تستمر لمدة تصل إلى 11 شهرًا بعد الإصابة، وفقًا لما ذكره موقع “ميديكال اكسبريس”.
حددت الدراسة ، التي نُشرت في مجلة ” Journal of Infectious Diseases “، كيف تتغير مستويات الأجسام المضادة المنتشرة بعد الإصابة بـ كورونا.
المناعة تستمر 11 شهر بعد الاصابة بكورونا
الأجسام المضادة لـ كورونا
منذ اكتشاف فيروس كورونا مؤخرًا، تتوفر بيانات قليلة نسبيًا عن حركية الأجسام المضادة على المدى الطويل، وقد توفر ملاحظات الأشخاص الذين تعافوا من عدوى طبيعية معلومات حول مدة بقاء الأجسام المضادة، وما إذا كانت هذه الأجسام المضادة تعمل كحماية ضد تكرار العدوى أم لا، بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد استمرار استجابات الأجسام المضادة في التنبؤ بفعالية لقاحات كوفيد 19، ويمكن استخدامه أيضًا لتحديد المدة الزمنية التي يمكن خلالها استخدام بلازما النقاهة لعلاج المرضى الذين يعانون من الالتهابات، حيث تعد بلازما النقاهة COVID-19 (CCP) علاجًا تحقيقيًا يستخدم لمنع تطور المرض لدى المرضى الذين يكافحون العدوى في المستشفى، يعمل عن طريق تحفيز استجابة مناعية لتعزيز حماية الجسم ضد الفيروس.
الأهم من ذلك، أن معرفة مدة المناعة قد يوفر فرصة للمتبرعين بالبلازما في فترة النقاهة للعودة للتبرعات المتكررة المتعددة طالما أن أجسامهم تحتوي على أجسام مضادة لـكورونا.
المناعة تستمر حتى 11 شهرًا
في الدراسة الحالية ، تابع الباحثون 228 متبرعًا بالبلازما في فترة النقاهة في الفترة بين أبريل وفبراير 2021، وتم تقييمهم لمعرفة مستويات الأجسام المضادة المعادلة والأجسام المضادة للبروتينات الكلية والخاصة بالجلوبيولين المناعي (IgG).
قام الفريق بتحليل البيانات لتحديد الارتباط بين مستويات الأجسام المضادة والخصائص السريرية، وقدم نظرة شاملة عن تغيرات الأجسام المضادة لـ كورونا على مدى 11 شهرًا بعد الإصابة بالفيروس، وكان الغرض من الدراسة هو فهم استجابات كوفيد 19 بشكل أفضل لدى الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس في المجتمع.
كشفت نتائج الدراسة أن 97% من المتبرعين الناقلين لكورونا لديهم أجسام مضادة في اختبار خط الأساس، وفي زيارات المتابعة، كان 91.4 % من 116 متبرعًا قدموا لنقاط زمنية متكررة لديهم مستويات تحييد قابلة للاكتشاف تصل إلى 11 شهرًا بعد ظهور الأعراض، وفي المقابل، كان لدى 63 % عيار معادل قابل للاكتشاف.
علاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن معظم المتبرعين بالبلازما CCP، بغض النظر عن شدة مرض كورونا، يطورون أجسامًا مضادة لـ كورونا، وأن أكثر من 70% لديهم أجسام مضادة معادلة.
وخلص الباحثون في الدراسة إلى “تشير بياناتنا إلى أن الذاكرة المناعية يتم اكتسابها لدى معظم الأفراد المصابين بفيروس كورونا، وتستمر في غالبية المرضى لمدة تصل إلى 11 شهرًا بعد الشفاء”.
هذا يعني أن الجسم يولد ذاكرة مناعية مستدامة فى السنة الأولى بعد الإصابة بـ كورونا ، حتى في الحالات الخفيفة، ومع ذلك ، قد يعاني بعض الأشخاص من انخفاض في الاستجابة المناعية ضد فيروس كورونا خلال الأشهر الأولى بعد حمل الأعراض، خاصةً في أولئك الذين يعانون من مرض خفيف أو بدون أعراض.