“أنا قريت الكلام ده فى مجلة بولندية” عبارة خالدة أطلقها النجم الكبير الراحل سمير غانم، فأصبحت أيقونة السخرية من مدعى الثقافة، وارتبطت بها الأوساط الثقافية حين يسخر أحد ممن يدعى المعرفة دون علم، هكذا يبقى سمير غانم رغم رحيله، باق بفنه وإبداعه وإفيهاته الخالدة التى ظلت متعلقة بالأذهان رغم مرور عشرات السنين عليها.
جسد سمير غانم الذى رحل عن عالمنا أمس الخميس عن عمر ناهز 84 عاما، فى فيلم “الزواج على الطريقة الحديثة” دور المثقف البويهمى الذى يدعى الثقافة، وعبارته الشهيرة “أنا قريت الكلام ده فى مجلة”، وقد عبرت عنه بطلة الفيلم “سعاد حسنى”، بطريقة ساخرة من خلال أغنيتها “تقرأ ولا تفهم إيه المكتوب”، وهو بمثابة اعتراف بغبائه الفكرى.
العبارة ربما عفوية فى النص السينمائى للسخرية، لكنها بقت فى الأذهان وعاشت فى ذاكرة الجمهور، وأصبحت أيقونة للسخرية لما تحمله من صدق فى التعبير عن مدعى الثقافة والمعرفة، وهم كثيرون فى المجتمع، وجاء رد السندريلا سعاد حسنى لتكشف غبائه وادعاؤه المعرفة بمحاولة ذكر كتب ومجلات كدليل على إطلاعه وهو لم يحدث لأنه يستشهد بمجلات ليست موجودة من الأصل ويسميه بأسماء ساخرة للتعبير عن جهل مدعى الثقافة.
رحل عن عالمنا الفنان الكبير سمير غانم عن عمر ناهز 84 عاماً، وذلك بعد تعرضه لوعكة صحية خلال الأيام الماضية، حيث عانى خللا فى وظائف الكلى، ونقل على إثرها لغرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات المهندسين، وتدهورت حالته الصحية فى الأيام الماضية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة هناك.
ولد سمير غانم يوم 15 يناير 1937، وتخرج فى كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، ثم التقى بكلٍ من جورج سيدهم والضيف أحمد، وكونوا معا فرقة ثلاثى أضواء المسرح الشهيرة، وهو فريق غنائى كوميدى لمع على المسرح من خلال تقديم مجموعة من الاسكتشات الكوميدية، كان أشهرها “طبيخ الملايكة” و”روميو وجوليت”، ثم قدم الثلاثة بعدها عددًا من الأفلام والمسرحيات الناجحة.
انحلت الفرقة بعد وفاة الضيف أحمد عام 1970، واتجه مع جورج سيدهم للتمثيل معا فى عدة مسرحيات كان أشهرها مسرحية “المتزوجون”، وكان آخر عمل مسرحى لهما معًا هو مسرحية “اهلا يا دكتور”، وفى فترة الثمانينات لمع نجم سمير غانم فى سماء الفوازير، فقدم سلسلة من فوازير رمضان تحت اسم شخصيتى “سمورة” و”فطوطة”، ثم عاد فى رمضان فى أوائل التسعينيات ليقدم فوازير المطربون والمضحكون.