يدخل مشروع إعادة إعمار الجامع النورى ومنارته الحدباء وكنيستى الطاهرة والساعة مرحلة جديدة تقربها من استعادة رمزيتها الحضارية والثقافية كمنارة للتسامح والتعايش الإنساني، ضمن المشروع الذي يلقى دعماً مباشراً من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتشارك وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات، وحكومة العراق في معرض عن المشروع برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” على هامش الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للعمارة “بينالى البندقية”، والذي يفتتح أبوابه للجمهور فى الفترة 22 مايو الجارى حتى 21 نوفمبر المقبل.
ويبرز المعرض تراث هذه المدينة المتمثل في التعايش السلمي الذي يعود لآلاف السنين، ويلقى الضوء على قدرة مختلف المجتمعات المحلية فيها على الصمود في مواجهة الأحداث الصادمة، ويتضمن عرضاً لأحداث التاريخ الحديث للمدينة بحسب الترتيب الزمني وتوقعات للمستقبل، وتتوزع فعاليات المعرض على أربعة قاعات تتنوع موضوعاتها بين الدمار والتحرير والإجراءات المتخذة والمستقبل، حسب ما ذكر وام 24، وكانت اللجنة المشتركة التابعة لليونسكو، والمعنية بإعادة تأهيل وإعادة بناء جامع النوري ومئذنته الحدباء قد حددت في 6 مايو الخطوات المستقبلية لإعادة بناء هذه المعالم الثلاثة البارزة في مدينة الموصل القديمة في العراق، حيث يمثل هذا العمل جزءاً من مبادرة اليونسكو “إحياء روح الموصل”.
وتركز المراحل القادمة على إعداد تصميم مفصَّل يولي الأولوية إلى إعادة تأهيل الجناح الشرقي من المجمع، الذي يضمُّ بين جنباته قاعة الصلاة، وسيعاد تشييد هذا المبنى على ما كان عليه قبل تدميره في عام 2017، تلبية لرغبات أهل الموصل التي أعربوا عنها في الدراسة الاستقصائية التي أجرتها جامعة الموصل في العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، تجرى دراسة لهيكلية المنارة الحدباء من أجل تهيئتها لإعادة بنائها كسابق عهدها قبل التدمير في عام 2017، وذلك بناءً على رغبة سكان المدينة، مما يقتضي اتخاذ تدابير من أجل تثبيتها، كما تشمل هذه المرحلة ترميم كنيستَي الطاهرة والساعة الذي سيبدأ بحلول نهاية هذا العام.
يذكر أن المشروع يحظى بدعم من دولة الإمارات ويصبو إلى إعادة تأهيل وأعمار المعالم التاريخية في الموصل، ولا سيما جامع النوري الذي يكتنز دلالات عميقة، ومئذنته الحدباء الشهيرة التي يبلغ طولها 45 متراً التي بُنيت منذ أكثر من 840 عاماً مضت.
وتحرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع اليونسكو، ودعم أنشطتها ومبادراتها وبرامجها لمصلحة شعوب العالم بما يعزز قيم المحبة والسلام والتسامح، وتعد الإمارات سادس الدول المانحة لليونسكو، وتقدم دعماً وتمويلاً لكثير من المشاريع المحلية والإقليمية والعالمية.
ويوفّر المشروع فرص عمل، ويُتيح فرصاً للتدريب من خلال الممارسة بالشراكة مع المركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها.
واقتضى الوضع الراهن بسبب جائحة “كوفيدـ 19” عقد الاجتماع الخامس للجنة التوجيهية المشتركة عبر الإنترنت بمشاركة وزيرة الثقافة والشباب نورة بنت محمد الكعبي، ووزير الثقافة العراقي الدكتور حسن ناظم، ومساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة إرنستو أوتون راميريز، وعدد من المشاركين ممثلي الجهات المعنية في المدينة.
مصدر الخبر