لم يكن سقوط طليلطة الذى وقع فى 25 مايو من عام 1085 أمرًا عاديا بل كان بداية خسارة الأندلس، فمن بعدها توالت انتصارات القشتاليين وراح المسلمون يزدادون ارتباكا، فما الذى حدث؟
يقول كتاب (الأندلس من السقوط إلى محاكم التفتيش) لـ أحمد محمد عطيات، “توفى المأمون بن ذى النون فى سنة 1075 ميلادية وخلفه حفيده يحيى القادر على أملاك طليطلة وأعمالها”.
ويتابع الكتاب لم يكن يحيى القادر على مقدار الكفاءة السياسية والعسكرية التى كانت عند جده المأمون، إذ كان سيئ الرأى، قليل الخبرة والتجارب، فوقع تحت تأثير العبيد والخدم ونساء القصر، وطائفة من قرناء السوء وبطانة الشر، ظلوا وراءه حتى أوغروا صدره من مدبر دولته ابن الحديدى، فقتله فى أوائل ذى الحجة 1075، وسرعان ما انقلب عليه أعوان الأمس، وصاروا يثيرون العامة عليه، وانهالت عليه الضغوط من كل جانب، وكانت هذه فرصة للمقتدر بن هود أن يغيرعلى طليطلة وأعمالها، وفعلا كثف المقتدرغاراته واستعان بالنصارى فى ذلك، ولم يستطع يحيى القادر بن ذى النون أن يرد عليه، وظل الأمرهكذا حتى استطاع المقتدر بن هود أن ينتزع منه مدينته شنتبرية.
ثم تطورت الأحداث كثيرا فى كل من طليطلة وسرقسطة، إذ تصاعد الخطر النصرانى على بلاد المسلمين، وبدأ ألفونسو السادس، حاكم ليون وقشتالة، يسدد ضرباته القوية على ممالك الطوائف المختلفة، حتى أضعفها وأنهكها، مرة بالجزية ومرة بالغارات المتتالية، والواقع أن أحوال يحيى القادر فى طليطلة كانت تنذر بالخطر ووقوع النكبة، إذ اندلعت الثورة ضده فى طليطلة وهرب منها إلى حصن وبذة إلا أنه استطاع أن يعود على حراب ألفونسو السادس مرة أخرى، والتى أعقبتها زواله وخروجه ذليلا من طليطلة، إذ وقعت النكبة وسقطت فى يد ألفونسو 1085 ميلادية وخرج القادر يحيى إلى بلنسية تحت الحماية القشتالية فى 1086.
مصدر الخبر