تثير حياة الحيوانات البرية المنقرضة الكثير من التساؤلات والحيرة والجدل من حولها حتى يبدأ العلماء فى اكتشاف التفاصيل بشكل تدريجى بناءً على أبحاث ودراسات عميقة ومكثفة، وفى حسم لجدل طويل ثار حول تمساح منقرض “ذو قرون” عاش فى مدغشقر، ظهر بحث جديد ليجيب عن كثير من التساؤلات ويوفر بعض المعلومات التى لم يكن متعارف عليها من قبل، وذلك حسب ما ذكره الموقع الرسمى للمتحف الأمريكى للتاريخ الطبيعى عبر الإنترنت مؤخراً.
واعتمد البحث على جمجمتين كانتا ضمن مجموعة المتحف منذ أوائل الثلاثينيات، ووجد فريق البحث أن “التمساح ذو القرون “(Voay robustus)، المعروف بوجود كتلتين عظميتين فى الجزء العلوى من رأسه، كان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بـ”التماسيح الحقيقية” الموجودة حاليًا، ولكن من خلال فرع منفصل لشجرة عائلة التمساح، وذلك وفقًا لما نشرته شبكة “CNN” الإخبارية.
جمجمة تمساح بقرون
وكان هذا التمساح مختبئاً فى جزيرة مدغشقر خلال وقت بناء الأهرامات، ومن المحتمل أنه كان لا يزال هناك عندما تقطعت السبل بالقراصنة فى الجزيرة، وفقاً لما ذكرته المؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة التى نُشرت فى مجلة “Communications Biology“، إيفون هيكالا.
وقالت هيكالا، وهى أستاذة مساعدة فى جامعة “فوردهام”، وباحثة مشاركة فى المتحف الأمريكى للتاريخ الطبيعى، إن “أعداد هذه التماسيح تراجعت قبل أن تتوفر لدينا الأدوات الجينومية الحديثة لفهم العلاقات بين الكائنات الحية، ومع ذلك، فهى كانت المفتاح لفهم قصة جميع التماسيح الحية اليوم”.
ورغم مرور حوالى 150 عاماً من التحقيق، إلا أن مكان “التمساح ذو القرون” فى شجرة الحياة ظل مثيراً للجدل، وفى سبعينيات القرن التاسع عشر، وُصف التمساح لأول مرة على أنه نوع جديد ضمن مجموعة “التماسيح الحقيقية”، والتى تضم التماسيح النيلية، والآسيوية، والأمريكية، وفقاً لما ذكره المتحف.
فك تمساح بقرون
وفى أوائل القرن العشرين، اعتُقد أن هذا النوع يُمثل وببساطة التماسيح النيلية القديمة جداً، وفى عام 2007، استنتجت دراسة تستند إلى الخصائص الفيزيائية للعينات الأحفورية أن “التمساح ذو القرون” لم يكن فى الواقع تمساحاً حقيقياً، ولكنه كان ضمن المجموعة التى تشتمل على التماسيح القزمة.
وللتحقيق فى مكان التمساح ذو القرون فى الشجرة التطورية، قامت “هيكالا” ومعاونيها فى المتحف بعدد من المحاولات لتسجيل تسلسل الحمض النووى من العينات الأحفورية، بما فى ذلك جمجمتين محفوظتين جيداً تم جمعهما خلال بعثة المتحف الفرنسية الأنجلو أمريكية بين عامى 1927 و1930.
ووضعت نتائج “التمساح ذو القرون” بجوار فرع التمساح الحقيقى للشجرة التطورية، ما يجعله أقرب نوع للسلف المشترك للتماسيح الحية اليوم، ويشير مكان هذا التمساح إلى أن التماسيح الحقيقية نشأت فى أفريقيا، ومن هناك، توجه بعضها إلى آسيا، ومنطقة البحر الكاريبي، والعالم الجديد.
مصدر الخبر